"كورونا" يضرب سوق الملابس.. حضرت البضاعة وغاب الزبائن

كتب: منة عبده

"كورونا" يضرب سوق الملابس.. حضرت البضاعة وغاب الزبائن

"كورونا" يضرب سوق الملابس.. حضرت البضاعة وغاب الزبائن

يعد شهر رمضان هو الموسم السنوى لكل العاملين فى قطاع الملابس الجاهزة، بداية من المصنعين والموردين وأصحاب المحلات وحتى الباعة، لأنه موسم الرواج التجارى على مستوى مصر بالكامل، إلا أن الرياح هذا العام جاءت بما لا يشتهى قطاع الملابس الجاهزة على مستوى مصر وعلى وجه التحديد منطقة وسط البلد ووكالة البلح.

الأسر المصرية كانت تمارس عاداتها السنوية بالخروج إلى أسواق الملابس الشهيرة لشراء ملابس العيد، تبعاً لذوق كل منهم، إلا أن فيروس كورونا هذا العام أجبر الجميع على البقاء فى المنازل وحرمهم من الخروج للإفطار والسحور وشراء احتياجاتهم من الملابس.

أصحاب المحلات يشكون مر الشكوى من ضعف الإقبال على المحلات وتراجع المبيعات بنسبة كبيرة جداً بسبب الحظر والإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة لمواجهة انتشار فيروس كورونا، رغم أن المحلات كانت مستعدة لاستقبال زبائنها الذين اعتادوا التردد عليها خلال هذا الموسم، وقامت بعرض كميات كبيرة من الملابس داخل الفتارين ووضعوا أسعاراً مناسبة تجذب الزبائن ولكن حضرت البضاعة وغاب الزبائن. البائعون يرون أن حالة كبيرة من الركود ضربت سوق الملابس الجاهزة، وتراجعت المبيعات بنسبة تزيد على ٧٠٪ بسبب إحجام الزبائن عن النزول إلى الأسواق وقصر فترة عمل المحلات حتى الخامسة مساء، فيما طالبت شعبة الملابس بالغرفة التجارية بالقاهرة بضروة دعم ومساندة القطاع وقيام المولات بتخفيض قيمة إيجار المحلات بنسبة ٥٠٪ حتى تمر هذه المحنة. أما المواطنون فأكدوا أنهم سيقضون العيد فى المنازل هذا العام بسبب انتشار فيروس كورونا، وبالتالى لن يتمكنوا من شراء ملابس جديدة للعيد، وسيقضون العيد بملابس قديمة بسبب الظروف الراهنة التى فرضت على الجميع وضعاً استثنائياً، مشيرين إلى أن العيد الحقيقى سيكون بانجلاء الغمة ورحيل هذا الوباء عن العالم.

"وسط البلد" مهجورة.. وأصحاب المحلات: "مفيش زباين"

فى هذا التوقيت من كل عام، كان أصحاب محلات الملابس الجاهزة بمنطقة وسط البلد، خاصة شارع 26 يوليو ومنطقة وكالة البلح، يعرضون كميات كبيرة من الملابس، لجذب أكبر عدد من الزبائن الذين جاءوا لشراء ملابس العيد، مصطحبين معهم أولادهم، مما يجعلهم يقضون اليوم بأكمله داخل محالهم حتى الثالثة فجراً، إلا أن الوضع اختلف هذا العام بسبب انتشار فيروس «كورونا»، وتطبيق الحظر الذى ألزمهم بغلق المحال فى الخامسة مساءً، مما أثر على حركة المبيعات بنسبة 100% عن كل عام.

"سعد": مفيش بيع ولا شراء بسبب الحظر

اعتاد أحمد سعد، 29 عاماً، منذ عمله بمحل الملابس الخاص بوالده من عام 2008، فى وسط البلد، أن يقضى شهر رمضان داخل محله، يذهب إليه فى الحادية عشرة صباحاً، ويعود إلى منزله فى الثالثة فجراً، نتيجة لإقبال الزبائن الشديد بعد الإفطار حتى موعد السحور، لكن هذا العام انقلب الوضع رأساً على عقب، بعد انتشار فيروس «كورونا»، وتطبيق الحظر.

وقال: «الوضع السنة دى اختلف 180 درجة، بقيت أفتح 9 الصبح وأقفل 5 المغرب»، مضيفاً أن الأعوام الماضية حركة البيع كانت تبدأ بعد المغرب، لأن الإقبال يكون ضعيفاً بالنهار: «إحنا كنا بالنهار نرص بضاعتنا ونستلم الشغل الجديد، ونفطر فى المحل، سواء أكل بييجى لنا من البيت أو بنشترى من محلات حوالينا، ونبدأ الشغل بعد الفطار».

وأوضح «سعد» أنه منذ بداية شهر رمضان، لم يشهد المحل، بل المنطقة بأكملها، حركة بيع أكثر من 10%: «الأيام دى فيه ناس ممكن تروّح من غير ما تبيع حتة واحدة، وأنا من ضمن الناس دى»، مشيراً إلى انتظاره موسم رمضان، من العام للعام، لزيادة حركة المبيعات بنسبة كبيرة عن باقى شهور السنة.

وتابع: «كان بيبقى فيه خير، وكانت بتبقى فسحة للأسر فى وسط البلد، تنزل تفطر وتشترى لبس العيد حتى اللبس الصيفى مالحقناش نبيع منه حاجة، ربنا يفكها من عنده وييسر لنا الحال».

"مدحت": الناس خايفة تنزل علشان الفيروس ومفيش عيد السنة دى

لم يختلف الوضع كثيراً داخل محل مدحت سمير، 31 عاماً، بشارع 26 يوليو، وأحد سكان المنطقة، بعدما تأثرت حركة البيع والشراء داخل المحل هذا العام بنسبة تزيد على 70%، وقال: «الناس خايفة تنزل من البيت علشان الفيروس والعدوى، وشكله مفيش عيد السنة دى»، مضيفاً أن وسط البلد كان لها طقوسها الخاصة التى تميّزها عن باقى مناطق بيع الملابس الجاهزة، خاصة فى رمضان، فمع أذان المغرب كانت تشهد إقبالاً كثيفاً من الزبائن، الذين يتجولون داخل المحلات، لشراء ملابس العيد، مصطحبين معهم أولادهم والسنة دى مش حاسين إن رمضان جه، بنروّح بيوتنا من المغرب، من غير ما يدخل المحل زبون واحد».

وأوضح «مدحت» أن الظروف التى تمر بها البلاد حالياً، تجعل المواطنين يصرفون أموالهم على الطعام والشراب، بعيداً عن شراء الملابس: «الناس هتنزل تشترى هدوم ليه، وهما قاعدين فى البيت، ومش عارفين هيرجعوا ينزلوا الشارع تانى إمتى».

وأضاف حامد مصطفى، 47 عاماً، صاحب أحد محلات ملابس الأطفال، أن الشعب المصرى مش بينزل قبل الفطار، لأنه متعود يقضى فترة صيامه من غير ما يخرج، ومنذ تطبيق الحظر للمحلات من الخامسة مساءً، وحركة البيع انخفضت بشكل غير مسبوق، وده أول رمضان يعدى علينا بهذا الشكل، لاننا كنا متعودين على الزحمة والسهر طول الليل فى الشغل».

وأشار «حامد» إلى أنه فى حالة نزول الأسر لشراء ملابس العيد فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان، سيكون حجم المشتريات قليلاً مقارنة بالأعوام الماضية «لو حد نزل يشترى هيشترى طقم واحد بدل اتنين، لأن مفيش حد هيخرج فى العيد زى ما متعود، وهتبقى كلها زيارات عائلية».

فى منطقة «وكالة البلح»، التى تشهد إقبالاً شديداً من الزبائن لشراء ملابس العيد، خيّم الصمت على الشوارع ومحلات الملابس، وقال سيد أبوالعلا، 40 عاماً، صاحب أحد محلات الملابس الحريمى: «حالنا واقف، ومفيش لا بيع ولا شراء، وأول مرة يكون ده الوضع فى رمضان».. «سيد» يعمل بالوكالة منذ 10 أعوام تقريباً، ولم يشهد موسم رمضان بهذا الوضع من قبل.

وتابع: «بانزل من البيت الساعة 8 الصبح بافتح المحل، وبابدأ ألم حاجتى الساعة 4:30 علشان ألحق أقفل قبل الحظر الساعة 5»، مضيفاً أن هذا العام قام أصحاب المحلات بتقليل العمالة، كى يستطيعوا دفع مرتباتهم بعد أن كنا فى موسم العيد بنزود عدد العمال معانا، علشان نقدر نلاحق على الزباين طول اليوم».

وتابع «أبوالعلا»: «مش كل الشغل عندنا مستعمل، فيه شغل بيكون جديد وبأسعار مناسبة للجميع»، موضحاً أن موعد الحظر قلّل فرص تردّد الزبائن على الوكالة، فى رمضان: «الناس هتيجى لى الساعة كام، مفيش حد بينزل وهو صايم، والكل متعود ينزل بعد الفطار».

"أبوالعلا": وقف استيراد البالة فى بورسعيد 3 شهور علشان الفيروس

وأشار «أبوالعلا» إلى أن هناك قراراً بوقف إحضار البالة 3 شهور من بورسعيد، لأنها مستوردة من بلاد موبوءة بكورونا، مثل هولندا وإنجلترا والسعودية والإمارات، ويعتمد حالياً على المخزون الذى قام بشرائه فى بداية الموسم، لأن «الشغل واقف فى الجمارك مش هيعدى لحد ما يكون فيه حل للأزمة، والشتاء الجاى مش هيكون فيه هدوم، لأن 80% من الشغل اللى فى الجمارك شتوى».

وأنهى «أبوالعلا» حديثه، قائلاً: «الوضع صعب على الكل، ومش بإيدينا حاجة نعملها، ربنا ييسر الحال».

"العمدة": عمرنا ما شوفنا موسم كده

وقال ناصر العمدة، 39 عاماً، إنه يعمل بالوكالة منذ أكثر من 30 عاماً، والموسم ده فيه ركود كبير ماحصلش قبل كده، ونسبة البيع ما تزيدش عن 10%»، مضيفاً أن الخوف من الإصابة بالفيروس، والتحذيرات التى تطلقها الدولة من حين إلى آخر بالتزام المنازل، وعدم الخروج فى الصيام، خلق حالة من الرعب لدى المواطنين، مما جعلهم يعزفون عن شراء الملابس، بسبب ضيق الوقت المتاح أمامهم: «كورونا عاملة رعب للناس، وحبساهم فى البيت، ومش مخلياهم يفكروا فى أى شىء غير إنهم هيخلصوا من الأزمة دى إمتى».

وتابع: «كل سنة من أول يوم رمضان لآخر يوم، الإقبال بيكون كبير، لكن دلوقتى فات أكتر من أسبوع من رمضان، ولسه مفيش أى حاجة»، مضيفاً: «ربنا يخرجنا من الأزمة دى على خير، لأن عمرنا ما شوفنا ولا هنشوف موسم بالشكل ده».

وقال أشرف أحمد، 23 عاماً، إنه ترك مسقط رأسه بمحافظة سوهاج، منذ ثلاثة أعوام، وجاء إلى القاهرة ليعمل فى بيع الملابس مع عدد من زملائه بمنطقة الوكالة: «سيبت بلادنا وجيت هنا مع زمايلى وبدأت أشتغل فى بيع الملابس، ومفيش موسم عدّى عليا كده».

"أحمد": يا رب يكون آخر رمضان بالشكل ده

وتابع: «زبون الوكالة اللى كان بييجى لها من مدينة نصر وغيرها مش موجود، لأن وقت الشغل بقى قليل جداً، وده أول رمضان ييجى علينا من غير ما نكون فى الشارع بعد الفطار، ويا رب يكون آخر رمضان بالشكل ده».

اقرأ أيضًا:

مواطنون: "هنقضي العيد في البيت ومفيش لزوم للهدوم الجديدة"

رئيس شعبة الملابس: المبيعات انخفضت 70% وإنتاج المصانع مكدس


مواضيع متعلقة